“لا تزال دون المستوى
المطلوب”، هي العبارة الطبية التي يُمكن أن تُلخص نوعية الأبحاث والدراسات
التي تُجرى في مناطق شتى من العالم لمحاولة التعرف على الفوائد الصحية
للكركم Turmeric، أحد المكونات الرئيسية لخلطة مسحوق الكاري Curry powder.
وبالرغم من كل النتائج
الملفتة للنظر، والواعدة، في نتائج دراسة الباحثين لمُستخلصات المواد
الكيميائية المتوفرة في الكركم، وذلك على مجموعة من الأمراض، إلا أنها لا
تزال تجارب علمية تُجرى في المختبرات على خلايا مريضة لحيوانات التجارب.
وبالرغم من التقارب
النسبي، إلا أن تطابق الـتأثير ليس بالضرورة حتمي في ما بين تناول
الحيوانات لمُنتج غذائي ما، وتناول البشر لنفس المُنتج
المادة الكيميائية
الأبرز في جذور الكركم هي مادة “كركمين” Curcumin، وهي مادة ملونة صابغة،
مسئولة عن لون الكركم المميز فيما بين الأصفر والبرتقالي، ومسؤولة أيضاً
عن تلك النكهة المميزة لعبق أصناف أطباق المطبخ الهندي.
وتتناول الدراسات والتجارب العلمية أربعة جوانب رئيسية لتأثيرات تناول الكركم، وهي:
- عمليات الالتهابات وتداعياتها كمرض السكري والتهابات المفاصل وغيرها.
- تنشيط قوة القلب وخفض الكولسترول الخفيف الضار.
- نشوء الأمراض السرطانية ونموها وانتشارها.
- الإصابات بمرض ألزهايمر العصبي.
طب حديث وموروثات شعبية
ولأن دراسات الكركم تمت
في الغالب على حيوانات التجارب، فإن من الصعوبة بمكان استخلاص نتائج طبية
تتبنى النُصح بتناوله كوسائل علاجية لتلك الحالات المرضية التي تم تقييم
تأثير الكركم عليها.
بيد أن وفرة النتائج
الإيجابية في تلك الدراسات العلمية لاستخدام الكركم تُشير بوضوح أن ثمة
شيئاً صحياً مفيداً وراء “أكمة” إضافة أحدنا الكركم للأطعمة.
والفائدة من مراجعة
وعرض تلك الدراسات العلمية، نقل مشاهد من “فيلم الأكشن”، ذا الحركة
السريعة، للجهود العلمية في مضمار البحث العلمي عن الفوائد الصحية
المُحتملة للكركم.
وصحيح أن أحداً لا
يتحدث عن "قوى علاجية خارقة" يُتوقع أن يمتلكها الكركم، وتُفيد بتلك
الدرجة، متناوليه في الكاري وغيره، إلا أن المأمول أن يتم إجراء دراسات
طبية تطبيقية لمعرفة تأثيرات تناول الإنسان للكركم، سواءً كان الشخص
سليماً من الأمراض أو مُصاباً بأحد أنواعها.
وأحد جوانب أهمية معرفة
تأثيرات الكركم بشكل علمي واضح، أن ثمة كثيرٌ من الحديث عن فوائد تناوله
لدى موروثات طب شعوب الهند والصين ومناطق شتى من آسيا.
وهي العبارة التي يذكرها بعض من الباحثين في مقدمتهم لعرض دراساتهم عن الكركم.
وبالرغم من أن الحديث
عن البهارات والنباتات والأعشاب ذا طبيعة تُغري، و"تفتح شهية"، بعض
الكتّاب الطبيين لركوب “مركب صعب”، بُغية دغدغة مشاعر البعض، عبر المجازفة
في ذكر فوائد لا حقيقة لها، ما سيُؤدي بالتالي إلى توصيل معلومات غير
سليمة من الناحية الطبية للناس.
والأمانة العلمية تقتضي ذكر ما هو ثابت علمياً عند التحدث باسم الطب.
أما في حال مجرد عرض
فوائدها الصحية مما قالته موروثات خبرات الطب للشعوب المختلفة في العالم،
فإن هذا العرض يُفيد في جانب مهم وهو أن استخداماتها، في تلك الجوانب
الصحية أو المرضية، من المُرجح أن لا يتسبب بمضاعفات أو تأثيرات سلبية
واضحة وراجحة.
وهذه النقطة مهمة،
لأننا لا نستطيع أن نفصل بين الطب الغربي الحديث المُمارس في المستشفيات،
وبين خبرات وموروثات أنواع الطب العالمي الأخرى.
إذْ أن أبسط الأدوية
وأبسط العمليات الجراحية وأبسط المفاهيم الطبية عن الأمراض وأعراضها
وعلاجها، إنما هي مُستمدة في جوانب كثيرة جداً من تلك الخبرات المتوارثة.
ومن الصعب إنكار هذه
الخبرات بدعوى تبنينا فقط ما هو ثابت في طبّنا الحالي، لأننا نعلم أن الطب
الحديث لم يفرغ بعد من فحص جدوى، أو عدم جدوى، كل تلك الموروثات.
ولكننا، مع هذا كله،
يجب أن نظل باقين ومُحافظين على الأصل، بأن نتبنى عدم النُصح العلاجي
لحالات الإصابة بأمراض محددة، ولمرضى بعينهم، إلا بما هو ثابت بشكل واضح،
وليس بالضرورة يقيني.
أما في جانب البحث عن
تناول ما يُفيد الصحة وأعضاء الجسم، وبالعموم، فإن الأمر أرحب وأيسر من
اشتراطات التشدد، وخاصة عند عرض منتجات غذائية يتناولها البشر، من قرون
عديدة، وتغلب على سمات وجبات أطعمتهم.
يقوم الدكتور الهاشمي بنفسه بتحضير الخلطات الشافية على شكل جرعات من مختلف الأعشاب الطبيعية بالإضافة إلى تزكيتها بالرقية الشرعي والتي أثبتت نجاحها من خلال مئات حالات الشفاء