(?) صـ ـور مـ ـؤلمـ ـه (?)
مددت بصري نحوها..وكأني أنظر لحدود الأفق..
حينها ولدَ بدواخلي يقينٌ لا أعرف براهينه..ولا أملك أسبابه..
لكني ما زلت أمد إليها البصر..علني ألم ببعض جوانبها..
كي أرضي جوع فضولي.. من الرغبه لمعرفة السبب ..!!
وراء ما آلت إليه الحال..
فأى دهر رما بنا إلى هذا الوحل..وأى قدر جرفنا إلي هذا السبيل..!!
وأى إختيارات جعلتنا تحت وجاهة الإعتقاد أننا على صواب..
وتحت سطوة العاطفه أننا خالدون..
يا لغرور النفس..!!
ويا لسخرية القدر..!!
وغدونا لا نملك إلا أن نشفق على أنفسنا من هذه الحياه..
صورٌ عديده..متشابهه تاره..وتارة اخرى متناقضه..
هنا سنبحر فى بعض منها..علنا نستقى ما يشعل لنا شمعه..
فى ظلمة الطريق ووحشته..
(?) الصوره الأولي (?)
هي..أريد أن أصعد إلي زمنها..عبر التجاعيد المرسومه باتقان..
على وجهها الذى ينم عن جمال قد رحل عبر متاهات السنين..
أن أتجاوز نهار عيناها الآيلتين للذبول..
يحتوينى فضول طاغ لأن أصل لبداياتها حتى آل بها الحال..
لما هي عليه..
إمرأة رسمت لها نافذه من الشمس لاتعرف الأفول..
وإشارات لم تستدل عليها..
إمرأة تمادت فى جرعات الحياه فأفقدتها الصواب..
أخلصت للحياه فخانتها وأغتالت أمانيها..وجففت شرايينها..
عشقت رجلاً بكل ما فيه..
وعقدت معه صفقةً للحب..
وفى عنفوان ثورة عواطفها..تركها ورحل..!!
بحثت عنه طويلاً..
علها تستعيده ويعيد إليها أغلى ما ملكت..وأجل ما عرفت..
وحين وجدته..!!
صفعها حين وصمها بأنه لا يمكن ان يقترن بمثلها..!!؟؟
كان رده صعقه..سلبتها العقل ومنحتها الجنون..
فغدت هائمه بالشوارع..على هذا الحال ..
منذ سنين شبابها الأولي..
هناك نوع من الرجال..لآ يرحم من يسكنهم قلبه بكل إخلاص..
(?) الصوره الثانيه (?)
شاب أو فتاه..يتمنى العوده من حيث اتى..
فحياته معطوبه..مسلوبه الروح..منهوبةً كل معانيها..
زجت بهم الأقدار..ان يكونا اولاد لوالدين..لم يرحما فلذات اكبادهم..
من سوط ألسنة المجتمع المحيط..
فالأب متعاط ومدمن للمخدرات..على مرأى ومسمع من الجميع..
والأم سيئة السمعه..
وأولئـك المساكين..الكل ينظر لهم على أن ..!!
هذا النضح..من ذاك الإناء..!!؟؟
والكل يكدس النصائح بذاكرة اولاده بالأبتعاد عن أولئك
وعدم التعامل معهم بأى صوره..
أو حتى مبادلتهم الحديث..
فأصبحوا يعيشون فى مجتمع هم ليسوا منه..
محاصرين من كل اتجاه..
وكل صداقه او زماله سعوا اليها..!!
سرعان من دمرت بسبب سمعة والديهم..!!
أولئك الذين تحملوا أثماً لم يقترفوه ..
ولطخهم ذنبٌ ليس لهم يدٌ فيه..
ولم يبق لهم إلا أمل وحيد..
أن تأتي ساعتهم فى عجاله...!!
وهنا لا نملك لأولئك إلا الإشفاق عليهم من نظرة المحيطين بهم..
دون أن يكون لدينا حلولاً نواسيهم بها..
(?) الصوره الثالثه (?)
ارملٌ تزوج من فتاه فى عمر أولاده..البالغين..
وقبلت زواجه ليس حباً فيه..!!
ولا تقديساً للزواج الذى يصونها..ولكن..!!
كان قبولها تحت بريق أمواله..واشترطت أن يكتب لها كل ممتلكاتهِ..
تأميناً وثمناً لفارق السن بينهما..
فغدت تلك المراهقه هى اميرةٌ على مملكة الأسره...
تأمر وتنهي بجبروتها .. تحكمها فى ذلك..
خلفيات مترسبه من الحقد على أولئك الذين انعم الله عليهم بالمال
واختبرهم به..
دون ان تدرك ان الله حباها من النعم ما يفوق المال بكثير..
تمادت ..وتمادت فى جبروتها..حتى حولت البيت لقطعه من جهنم..
وهى مدركه انها بذلك ستصل لمبتغاها..
تعالت امواج المشاكل..وأشتد السعير..
فهرب الاولاد الى بيت الاقارب..تاركين البيت لأبيهم وعروسته..
بحثا عن الراحة والهدوء..
وخلى لها البيت من أولئك الأغراب..عنها..!!
وهنا لانملك..!!
إلا اللعنه لذاك الهرم الذى لم يحترم وقار رأسه الأبيض..
وأغمض عينيه عن حافة القبر التى يقف عليها..
مهرولاً وراء نزوه غرائزيه..لن تدوم إلا لأيام قلائل..
بحكم سنه كبيره..
(?) الصوره الرابعه (?)
خريج جامعي..كافح وثابر..وأفنى من الزيت ما يكفى ..
لغسل ملابس من أخذوا حقه من ميلادهم حتى مماتهم..
حتى تخرج من جامعته وتخصصه المرموق..بتفوق يشهد له الجميع..
كانت احلامه تفوق السحاب..
وكانت امنياته تشق العباب..
ظن انه..بمؤهلاته وتعليمه وتفوقه سيكون شىء ما.. فى هذا العالم..
وعندما خرج للواقع..أدرك بان كل ما يراه من مثاليه العالم..!!؟
ماهو إلا وهم كبير كان يغرد فيه منفرداً..
فلا مكان له ..
لان لا واسطه ولا محسوبيه له..
والآخرين رغم تدنى مستواهم التعليمي..وضحالة ثقافتهم..!!
تبوأوا أعلى المراكز..لما لهم من ضهر يسندهم..
وظل هو لا احد يعترف به..
وهنا نقول..
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
صور عديده..لم ولن تسعفنا المساحه لحصرها..
ولكن تظل بكل تجلياتها..
صورٌ قاتمه ومؤلمه..لمن عاش فيها او عايشها..
أو حتى مرت أمام ناظريه..
بالود